أفضل حكايات الخيال للكبار إليك 5 قصص خيالية طويلة مكتوبة

القصص الخيالية لها فوائد عديدة منها تخيل اشياء لن تخطر على بالك مما يساعد في توسيع الخيال لدي قارئها، والروايات والقصص الخيالية ايضاً تجعلك تري الواقع من منظور مختلف مما يساعد في اكتساب وجهات نظر جديدة وفهم الاخرين بسهولة وقراءة حكايات الخيال شيء هام جداً لأنها تساعد في تحسين الذاكرة وتعزيز مهارات التفكير وزيادة الاسترخاء والتركيز، لذلك نقدم لك مجموعة قصص خيالية مكتوبة للكبار.. إليك

افضل 5 قصص خيالية طويلة قبل النوم

1- القناعة كنز لا يفنى، قصة خيالية جميلة من صربيا

عاش ثلاثة أخوة فقراء لم يكن بحوزتهم سوى شجرة جوافة، فكانوا يهتمون بها جدا وكان كل يوم يحرسها شخص من الثلاثة ويخرج الآخران بعيداً عن البيت، وفي يوم من الأيام أرسل الله ملاكاً ليرى كيف يعيش هؤلاء الإخوة وأمره إن وجد حياتهم شديدة البؤس أن يساعدهم وحين هبط الملاك إلى الأرض اتخذ هيئة شحات وذهب إلي شجرة الجوافة فوجد الأخ الاكبر وطلب منه أن يعطيه ثمرة فقطف الأخ بعض الثمار وأعطاها للشحات وقال خذ هذه الثمار من حصتي فأنا لا يمكنني ان اعطيك من حصص أخوتي فشكر الملاك الرجل ومضى، وفي صباح اليوم الثاني بقي الأخ الثاني لحراسة الشجرة وعاد الملاك مرة اخري ورجاه أن يعطيه ثمرة فأخذ الرجل بعض الثمار وأعطاها للملاك قائلاً خذ هذه من ثماري أما ثمار أخوتي فلا أجرؤ على إعطائك منها وفي اليوم الثالث بقي الأخ الثالث في البيت مع الشجرة وجاء الملاك كما في المرتين السابقتين وطلب ثمرة واحدة فقال هذا الأخ أيضاً إليك بعضاً من ثماري أما ثمار أخوتي فلا أجرؤ أن أعطيك منها.
 
ظهر الملاك مرة اخرى ولكن علي هيئة راهب وذهب الي بيت الإخوة الثلاثة وقال لهم: تعالوا معي سوف أقدم لكم قوتاً أفضل من الذي لديكم، تبع الإخوة الثلاثة الراهب حتي وصلوا إلى سيل جارف عندئذ قال الملاك للأخ الاكبر اطلب وتمني فقال الرجل أتمنى أن تتحول هذه المياه كلها إلى شراب ويكون هذا الشراب لي، رسم الملاك علامة في الهواء بعصاه وفي غمضة عين راح الشراب يتدفق بدلاً من المياه وعلى ضفتي النهر كان يوجد مئات البراميل والرجال الذين يعملون تحت أمره، ترك الملاك الأخ الأكبر قائلاً له هذا كل ما اشتهيته! اعتني بنفسك، بعد ذلك قال الملاك للأخ الأوسط اطلب وتمني فرد الرجل أتمنى لو كان هذا الحمام كله خرافاً وتكون هذه الخراف لي، ومن جديد رسم الملاك بعصاه علامة في الهواء وفي الحال تحول كل الحمام إلى خراف وكان هناك آلاف الخراف بالإضافة الى مئات الرعاة تحت امر الرجل وفى النهاية قال الملاك هذا ما تمنيته فعش حياتك .. ذهب الملاك مع الاخ الاصغر وقال له اطلب ما تريده فقال الرجل لا أتمنى أي شيء سوى أن يهبني الله زوجة تقية وطيبة فرسم الملاك في الهواء بعصاه فظهرت في الحال بنت جميلة وطيبة، بعد ذلك زوجهما وأخذهما إلى الغابة وعاشوا هناك.

بعد فترة من العمر أرسل الرب الملاك مرة اخرى وقال له اهبط وانظر كيف يعيش أولئك الأخوة، هبط الملاك إلى الأرض كما في المرة السابقة في هيئة شحات ومضى إلى الأخ الاول الذي يمتلك سيل من الشراب وطلب كأساً من الشراب لكن الرجل رفض أن يعطيه قائلاً لو أعطيت كل من يطلب كأساً من الشراب فسوف أضيع كل ما لدي، وحين سمع الملاك ذلك رسم بعصاه علامة في الهواء فبدأ السيل يتدفق بالماء كما كان في البداية وقال الملاك للأخ الأكبر هذا لم يكن لك، عد الآن إلى شجرة الجوافة لتحرسها، بعد ذلك مضى الملاك إلى الأخ الأوسط صاحب الحقل المليء بالخراف ورجاه أن يطعمه قطعة لحم صغيرة لأنه جائع لكنه رفض قائلاً لو أعطيت كل واحد قطعة لحم لما بقى لدي شيء منها، وحين سمع الملاك ذلك رسم علامة بعصاه في الهواء فتحولت كل الخراف إلى حمام وطار بعيداً في الحال ثم قال الملاك للأخ الأوسط ذلك لم يكن لك، اذهب الآن إلى شجرة الجوافة لتحرسها.

أخيراً مضى الملاك ليطمئن علي حال الأخ الأصغر فوجده مع زوجته في الغابة يعيشون عيشة فقيرة في كوخ صغير وأخبرهم أنه جاء من رحلة طويلة وترجاهم أن يسمحوا له بقضاء تلك الليلة عندهما فاستقبلاه بترحيب عظيم وقال الرجل له اعتذر لك لأنني لا استطيع ان اخدمك كما ينبغي فنحن فقراء جدا فرد الملاك لا تبالي سوف يرضيني ما لديك كل الرضا، عندئذ طلب الرجل من زوجته إعداد رغيف خبز ووعاء من الماء للضيف وبعد قليل وضع الزوجان أمام الملاك الخبز ووعاء ممتلئاً بالماء فقال الملاك هيا لتأكلوا معي فكذبوا عليه وقالوا انهما أكلوا منذ قليل حتي لا يشعروه بالحرج، فرح الملاك كثيراً بسبب كرم الزوجان ومكافاة لهم قام الملاك بلمس الكوخ بعصاه فتحول إلى قصر كبير به كل شيء من حيوانات وخدم وعمال، بعدها بارك الملاك الأخ الأصغر وزوجته وغادر.. وعاش الزوجان في سعادة وهناء باقي ايام حياتهما.

2- قصة الجبل الذهبي، حكاية خيالية من روسيا

في قديم الزمان كان يوجد شاب فقير جدا يُدعى سيمون، ذهب هذا الشاب إلى السوق ليبحث عن عمل يأكل ويشرب منه، وعندما وصل هناك جاء تاجر غني جدا على عربة ذهبية وكان كل رجال السوق هناك لكن بمجرد أن رأوه يقترب ركضوا واختبأوا منه، بقى رجل واحد فقط وهو سيمون.

قال التاجر الغني لسيمون اذا كنت تبحث عن عمل أيها الغلام الطيب، سوف أشغلك عندي بملغ 100 روبل يوميا، وافق الشاب دون تفكير كثير وقال له التاجر الغني تعالى غدا إلى رصيف المرفأ لنبدأ العمل، في اليوم التالي وصل سيمون إلى الرصيف فوجد التاجر الغني في انتظاره.

ركب التاجر والشاب سفينة وابحروا وقت طويل حتى وصلوا إلى جزيرة تحتوي على جبال كثيرة وقصر ذهبي عملاق خاص بالتاجر الغني، وبمجرد أن وصلوا أسرعت زوجة التاجر الغني لكي تستقبله ومعها ابنتها الصغيرة وهي فتاة جميلة أجمل ما تحسبه أو تستطيع أن تتخيله.

التقت العائلة وذهب الجميع إلى القصر، وذهب معهم العامل الجديد، جلسوا وأكلوا اشهى انواع الطعام، كان العامل الشاب رجلا طيبا ووسيما فاحبته ابنة التاجر كثيرا وكانت تنظر اليه بنظرات اعجاب، بعد ان انتهوا من الطعام قال التاجر للشاب دعنا نستريح اليوم ونبدا العمل غدا، وطلب التاجر من الشاب ان يبات في غرفة الضيوف، وفي الليل جاءت ابنة التاجر لسيمون واعطته حجر صوان وحجر ذهب وقالت له خذ هذا ربما تحتاج إليه يوما ما.

في اليوم التالي ذهب التاجر الغني مع العامل المستأجر إلى أعلى جبل الذهب، وعندما وصلوا قال التاجر للعامل دعنا نشرب نخب الشجاعة واعطاه القليل من الشراب المنوم، وبمجرد أن شرب الشاب نام نوماً عميقاً، بعد ذلك أخذ التاجر سكيناً وقتل خروف كبير ثم فتح بطنه ووضع الشاب في داخله وأخاط جلد الخروف جيدا وجلس هو في الغابة.

بعد قليل جاءت الغربان تحلق وامسكت بالخروف وحملته اعلى الجبل وبدأت تنقره، سرعان ما التهمت الغربان الخروف وكانت على وشك أن تبدأ بالتهام سيمون ولكن لحسن الحظ استيقظ سيمون في هذه اللحظة وأبعد الغربان من حوله وسأل بصوت عالى اين انا؟ رد الرجل الغني أنت أعلى جبل الذهب ولكي تنزل منه يجب عليك أن تستخرج الذهب وترميه اسفل الجبل، فعل الشاب ما قاله له الغني واستخرج الكثير من الذهب ودحرجه اسفل الجبل وبدأ الرجل يضع الذهب في العربات وبعد أن انتهى قال الغني للشاب شكراً لك ايها الغبي! هذا أكثر مما احتاجه بكثير، قال الشاب وانا كيف سأنزل، فقال الغني تسعة وتسعون رجلا قبلك انتهت حياتهم في هذا الجبل وبك سيصير العدد مائة، بعد ذلك غادر التاجر المتعجرف وترك الشاب وحيدا ليلاقي مصيره.

فكر الشاب المسكين: ماذا علي أن أفعل؟ النزول مستحيل والبقاء يعني الموت القاسي من الجوع والعطش، وقف صاحبنا على الجبل بينما حامت الغربان السود ذات المناقير الحديد فوق رأسه كأنها تتهيأ مسبقا لالتهام الفريسة، حاول الشاب أن يفكر كيف حدث كل هذا وتذكر ما قالته له الفتاة الجميلة عندما اعطته حجر الذهب وحجر الصوان وقالت له خذ هذا قد تحتاج إليه يوما ما.

أخرج الشاب حجر الذهب وحجر الصوان وضربهما ببعضهما وفجأة ظهر امامه رجل قوي وقال له ما هى امنيتك، تمنى اي شئ وسأحققه لك في الحال، قال الشاب وهو في حالة خوف ودهشة انزلني من ذلك الجبل فأنا اريد ان اذهب الى شاطئ البحر، وفورا حمله الرجل بحذر وانزله إلى الشاطئ، وجد الشاب مركب يبحر بالقرب من الجزيرة فقال بصوت عالي: ايها الرجال الطيبون خذوني معكم، استجاب البحارة لطلب الشاب واخذوه معهم واعادوه الي بلدته.

مر وقت طويل وعانى الشاب مجددا من الجوع بسبب شدة فقره فذهب إلى السوق بحثا عن العمل، جاء الرجل الغني نفسه بعربته الذهبية؛ وكما حدث من قبل سارع الرجال إلى الاختباء بمجرد أن رأوه مقبلا، بقى سيمون وحيدا فقال له الرجل الغني هل توافق ان تعمل معي مقابل مئتي روبل يوميا، وافق الشاب واوضح له كم هو متلهف لهذا العمل، فطلب التاجر منه ان ياتي غدا الى رصيف المرفأ.

في اليوم التالي التقيا على الرصيف وركبا السفينة وأبحرا باتجاه الجزيرة، وبالطبع لم يتذكر التاجر الغني سيمون فقد كان قبله 99 شابا! استقبل الرجل الغني الشاب في منزله وأمضوا اليوم الأول بفرح وفي اليوم التالي ذهب العامل وسيده إلى العمل وعندما وصلا إلى الجبل الذهبي قال التاجر للشاب قبل أي شئ خذ اشرب، قال الشاب انتظر يا سيدي انت رب العمل ويجب ان تشرب اولا دعني اقوم بخدمتك حتى ترضى عني، كان الشاب قد حضر مسبقاً بعض الشراب المنعس وخلطه مع النبيذ وقدمه إلى معلمه.

وبمجرد ان شرب التاجر الغني النبيذ ذهب إلى النوم، بعد ذلك قام سيمون بقتل خروف كبير وفتح بطنه ووضع التاجر بداخله ثم أخاط الخروف وخبأ نفسه بين الأشجار، فورا أتت الغربان السود ذات المناقير الحديد؛ وحملت الخروف وفي داخله التاجر النائم ونقلوه إلى أعلى الجبل، عندما افاق التاجر نظر حوله وقال اين انا؟

اجاب الشاب انت على قمة الجبل الذهبي، لكي تنزل منه يجب عليك ان تحفر وتنزل الذهب اولاً، كان التاجر الغني مجبراً على الطاعة فحفر وحفر وقام بدحرجة الذهب اسفل الجبل وقام الشاب بملئ العربات بالذهب.

صرخ الشاب: يكفي.. أشكرك جزيل الشكر وداعا، قال التاجر الغني وماذا عني، فرد الشاب بإمكانك أن تفعل ما تريد سبق أن مات تسعة وتسعون رجلا قبلك؛ وبموتك اليوم سيصبح العدد مائة، بعد ذلك أخذ الشاب عربات الذهب وذهب إلى قصر التاجر الغني وتزوج من ابنة التاجر الجميلة وأصبحت ابنة التاجر سيدة على كل أملاك والدها وانتقل سيمون وعائلته وعاشوا في القصر الذهبي.

وماذا عن التاجر الغني المتكبر؟
لقد أصبح مثل العديد من ضحاياه؛ فريسة الغربان السود ذات المناقير الحديد.

3- قصة المزراع أكاتشي والجنيات

ذات يوم كان المزارع أكاتشي يبحث عن قطعة أرض مناسبة كي يحولها إلى حقل ويقوم فيها بزراعة الذرة والبطاطا، بعد فترة من البحث اكتشف موقعا جميلا يقع بالقرب من غابة كبيرة كانت تسكنها الجنيات، وشرع في العمل لإعداد الحقل.

أخرج أكاتشي سكينه الكبير وبدأ بقطع الاشجار؛ فلم يكد يلمس واحدة منها حتى سمع صوتأ يقول: من الذي يقطع الاشجار؟ شعر أكاتشي بالخوف والدهشة وأدرك أن هذا الصوت لابد أن يكون لإحدى الجنيات وأجاب أنا أكاتشي جئت لكي أعد الحقل ولحسن حظه كانت جميع الجنيات طيبات وقرروا مساعدته في قطع الاشجار، فرح أكاتشي حين رأى أن كل الاشجار قُطعت بسرعة وبأقل مجهود.

عاد أكاتشي إلى منزله في المساء وكان مسرورا جدا، وأخفى سر الحقل والجنيات عن زوجته، ذهب أكاتشي في بداية الشهر الجديد ليحرق الاشجار الجافة وحين بدأ بضرب جذع إحدى الشجيرات؛ جاءه السؤال: من ذا الذي يضرب جذع الشجرة فأجاب بسرعة قائلاً: انا أكاتشي جئت لأحرق الاشجار، وبناء عليه حرقت الجنيات كل الاشجار الجافة وأصبح الحقل نظيفا في وقت قياسي.

حدث الشيء ذاته في اليوم التالي، إذ جاء أكاتشي ليقطع جذوع الأشجار ويحولها إلى حطب ويجهز الحقل للحرث وفي وقت قصير جدا كانت حزم الحطب جاهزة،  قسم أكاتشي الحقل إلى نصفين، نصف للذرة وآخر للبطاطا، ساعدت الجنيات أكاتشي كثيراً في جميع مراحل التحضير من حفر وبذر وغرس، وخلال هذه الفترة استطاع المزارع أن يخفي سر الحقل والجنيات عن زوجته والجيران، تم تحضير التربة بعناية كبيرة وكان أكاتشي يزور المكان من وقت لآخر وهنأ نفسه على الحصاد الرائع الذي سيحصل عليه.

ذات يوم بينما كانت الذرة والبطاطا لا تزال خضراء؛ سألت زوجة أكاتشي زوجها عن مكان الحقل كي تذهب إلى هناك وتأخذ بعض الحطب، في بادئ الامر رفض المزارع أن يخبرها بالمكان لكنها ألحت عليه ووعدته بإنها لم تخبر أحد أي شئ عن المكان، وافق أكاتشي بشرط أن لا تجيب على أي سؤال يُطرح عليها في الحقل، لم تفهم الزوجة ماذا يعني لكنها وعدته بأن لا تجيب على أي سؤال تسمعه هناك.

حين وصلت إلى هناك اندهشت من جمال الذرة والبطاطا فهى لم ترى محاصيل بمثل هذه الروعة من قبل، كانت الذرة مغرية وهي لا تزال غير ناضجة، فقامت الزوجة بقطع كوز الذرة وبينما كانت تفعل ذلك سمعت صوتاً يقول: من ذا الذي يحاول قطع الذرة؟ نسيت الزوجة ما قاله لها زوجها وقالت: ومن يجرؤ أن يسألني هذا السؤال، ثم انتقلت إلى حقل البطاطا واقتلعت واحدة منها فسمعت الصوت يسألها ثانية: من ذا الذي يقتلع حبات البطاطا؟ فأجابت: إنها أنا زوجة أكاتشي، إنه حقل زوجي ولي الحق أن أخذ منه ما أشاء.

عندئذ قالت إحدى الجنيات هيا لنساعد زوجة أكاتشي في قطف الذرة والبطاط، وقبل أن ترد المرأة بكلمة واحدة كانت كل الذرة والبطاطا ملقاة على الأرض، وفسد المحصول تماما لأن الزرع كان لا يزال أخضر، فبكت زوجة المزارع بمرارة ولكن بلا جدوى، رجعت الزوجة بيتها وهى لا تعرف كيف ستخبر زوجها بهذه المصيبة الرهيبة، فقررت الصمت إزاء ذلك.

وفي اليوم التالي توجه الرجل المسكين وهو مسرور إلى حقله ليرى كيف تسير الأمور، ويمكنك أن تتخيل مدى غضبه ويأسه حين رأى حقله تالف تماما، فقد ضاع كل عمله ومستقبله بسبب نسيان زوجته لوعدها.

4- السلحفاة والنمر والفار، قصة خيالية للاطفال من نيجيريا الجنوبية

قديماً ضربت مجاعة رهيبة الطيور والحيوانات فأصبحت ضعيفة هزيلة إلا أن السلحفاة وعائلتها لم تتأثر بهذه المجاعة وبقيت سمينة في حين ازداد النمر هزالاً على الرغم من انه كان يأكل أمهات وأجداد الحيوانات، وخلال هذه المجاعة أكل النمر والدة السلحفاة فكانت السلحفاة تكره النمر جدا وتريد الانتقام منه بأي شكل.

لم تتأثر السلحفاة واولادها كثيرا من المجاعة لأنها كانت قد اكتشفت بحيرة مليئة بالأسماك فكانت تذهب اليها كل يوم وتحضر ما يكفيها من طعام لها ولعائلتها، لاحظ النمر ان السلحفاة سمينة فقرر ان يراقبها وأختبأ بين الأعشاب بالقرب من منزل السلحفاة وانتظر حتى ظهرت السلحفاة التي كانت تمشي ببطء حاملة سلة ثقيلة، فخرج النمر من مخبئه وقال للسلحفاة ماذا تحملين في هذه السلة، فأجابت السلحفاة أنها تحمل الحطب إلى منزلها لكن لسوء حظها أن النمر يتمتع بحاسة شم قوية وقد علم أن في السلة سمكاً فقال لها أعلم أنك تحملين سمك كثير أعطيني السلة الان وإلا قتلتك، لم تكن السلحفاة في وضع يسمح لها برفض طلب النمر فهي ليست سوى مخلوق ضعيف فقالت له حسناً دعنا نجلس بجانب هذه الشجرة الظليلة وفي حين تشعل أنت النار سأذهب أنا إلى المنزل وأحضر الفلفل والزيت والملح وبعدها نأكل معاً.

 

وافق النمر وقام بجمع الحطب واشعال النار وذهبت السلحفاة الى منزلها وسرعان ما عادت بالفلفل والملح والزيت، بعد ذلك وضعت السلحفاة عصا على الأرض وبدأت تسلق السمك ثم قالت للنمر دعنا نلعب لعبة حتي ينتهي شوي السمك فوافق النمر على الفور، فقالت له السلحفاة أربطني في الشجرة وحين اقول لك شد الحبل أرخيه وعندما اقول لك ارخيه شده، وقفت السلحفاة بجانب الشجرة وقالت للنمر أرخي الحبل فقام النمر وشد الحبل بعد ذلك قالت شد الحبل فأرخى النمر الحبل وتحررت السلحفاة ثم قالت حان دورك الآن أيها النمر، فوقف النمر بجانب الشجرة وطلب من السلحفاة أن ترخي الحبل فقامت بربطه ربطة قوية جدا وعندما قال النمر للسلحفاة شدي الحبل فخالفت السلحفاة قواعد اللعبة وبقيت تلف الحبل حول النمر حتى أصبح من المستحيل أن يفلت من ربطتها، ظل النمر يحاول أن يفك نفسه لكنه فشل وطلب من السلحفاة أن تفك قيده لكنها ضحكت وجلست بالقرب من النار وبدأت تأكل السمك وعندما انتهت جمعت ما تبقى من السمك لتأخذه إلى عائلتها وقبل أن تذهب قالت للنمر قتلت أمي والآن تريد أن تأخذ سمكي لن أذهب إلى البحيرة لأحضر لك السمك بل سأدعك هنا تموت من الجوع، ثم رمت السلحفاة بقايا الفلفل والملح في عيني النمر وأكملت طريقها تاركة النمر يعاني أشد الألم.

استمر النمر مربوط لفترة طويلة وطلب المساعدة من العديد من حيوانات الغابة لكن لم يساعده أحد فهما لا يحبونه، في الصباح عندما بدأت الحيوانات بالذهاب لتحضر طعاماً لها طلب النمر من كل حيوان رآه أن يفك قيده لكن جميع الحيوانات رفضت مساعدته، في النهاية مر فار بالقرب من النمر ورآه مربوطاً بالشجرة فسأله عن السبب أجابه النمر انه كان يلعب مع السلحفاة لعبة شد الحبل وأنها ربطته بالشجرة وتركته ليموت من الجوع، ثم توسل النمر إلى الفار ليقطع الحبل بأنيابه الحادة وقد أشفق الفار على النمر لكنه كان يعلم انه إذا حرر النمر فسيقتله ويأكله، فتردد في قطع الحبل وأخبر النمر انه عاجز عن ذلك، وبما أن الفار طيب القلب فقرر أن يفك النمر ولكنه قام أولاً بحفر حفرة عميقة جدا بجانب الشجرة وقام بقطع أحد الحبال ثم أسرع إلى الحفرة وانتظر هناك ليرى ما سيحصل، كافح النمر للإفلات من قيده الا انه لم يتمكن من فك الحبل لأن السلحفاة كانت قد ربطته بقوة، بعد قليل خرج الفار وقطع حبلاً آخر ثم أسرع إلى الحفرة من جديد، فشل النمر ان يفك قيوده مرة أخرى فخرج الفار للمرة الثالثة وقطع حبل آخر وفي هذه المرة تحرر النمر وحاول أن يمسك الفار ويأكله بدلاً من أن يكون شاكراً له، ولكن لحسن الحظ فلت الفار من النمر ودخل مسرعاً إلى الحفرة، بعد ذلك ذهب النمر لحال سبيله ليبحث عن حيوان آخر ليأكله.

منذ ذلك الحين نري خطوط سوداء في جسم النمر سببها آثار ربطة السلحفاة القوية!

5- الطفلان ذو العين الواحدة، قصة خيالية طويلة من كندا

عاش في قديم الزمان طفلان صغيران فتى و فتاة مع أمهما الأرملة في قرية بسيطة في كندا، وكانت المرأة فقيرة جدا لأن زوجها قد توفي منذ مدة طويلة وهو شاب صغير وأصبحت مضطرة إلى العمل بجدية لتوفر لها ولطفليها الطعام فكانت تخرج من البيت لفترات طويلة تصطاد خلالها السمك والحيوانات وتغيب أحياناً أياماً عدة تاركة طفليها في البيت وحدهما لذلك كبرا بدون رعاية أو تأديب فأصبحا عنيدين يصعب ضبطهما بسبب بقائهما وحدهما في معظم الأحيان يفعلان ما يحلو لهما وعندما كانت أمهما تعود من رحلات صيدها لم يكونا يطيعان أوامرها وكلما كبرا ازدادا عنادا وتمردا ولم يكن بوسع أمهما أن تفعل الكثير لكي تتمكن من السيطرة عليهما فقالت لهما ستعانيان كثيرا بسبب سوء سلوككما.

ذات يوم ذهبت المرأة لزيارة بائعة اللبن وتركت الأطفال وحدهما في المنزل وتركت في القدر كمية كبيرة من دهن الدب تغلي على النار وقالت للطفلين لا تعبثا بالقدر عندما أذهب لان الدهن سيؤذيكما إذا اشتعلت فيه النار وبمجرد ان خرجت الام من المنزل قال الفتى للفتاة وهما يلعبان حول القدر دعينا نتأكد إن كان الدهن سيحترق وهكذا أخذا عصا خشبية مشتعلة وألقيا بها في الدهن ووقفا ينظران داخل القدر الكبير لرؤية ماذا يمكن أن يحدث.. أخذ الدهن يبقبق للحظة ثم حدث وميض مفاجئ وانطلق لسان من اللهب من القدر وأصاب وجهي الطفلين فاحترق شعرهما ووجههما وخرجا من البيت يجريان وهما يصيحان من الألم ليكتشفوا انهم لا يستطيعون ان يروا لان النار قد اعمت اعينهم، وعندما عادت أمهما إلى البيت جربت معهما جميع أنواع العلاجات التي تظن أنها ستعيد لهما بصرهما لكن جميعها باءت بالفشل وقالت لقد فقدتما بصركما طوال حياتكما وهذا هو العقاب على عصيانكما وهكذا عاش الطفلان في الظلام لفترة طويلة لكنهما لم يعودا طفلين عنيدين جامحين وما عادا يتسببان بالمشكلات لأمهما أو يرفضان لها أي طلب.
 
وفي أحد الأيام عندما خرجت أمهما إلى مكان بعيد في الغابة للصيد جاءت عجوز ساحرة وطلبت من الطفلين أن يقدما لها قليلاً من الطعام فأحضرا لها وجبة جيدة من الطعام وجلست امام الباب وبعد أن أكلت قالت لهما استطيع أن أساعدكما بقوتي السحرية ولكن للأسف لا يمكنني أن أعطيكما أربع عيون لكني سأعطيكما عينا واحدة تتقاسمانها وسيصبح بإمكان كل منكما أن يستخدمها في أوقات مختلفة وستكون أفضل من أن لا تبصرا أبداً لكن عليكما أن تحافظا عليها وألا تلقياها أرضاً، ثم أخرجت من جيبها عيناً وقدمتها لهما واختفت وهكذا أخذا يتقاسمان العين الواحدة وعندما تكون العين مع الفتى وتريد الفتاة أن ترى شيئا كانت تقول له أعطني العين قليلا فيناولها أخوها العين بحرص شديد، وعندما عادت أمهما إلى البيت غمرتها السعادة عندما وجدت أنه أصبح لديهما ما يمكنهما من الرؤية مجدداً.

وذات يوم عندما كانت أمهما خارج البيت ذهب الفتى إلى الغابة يحمل قوسه وسهامه وكانت العين معه ولم يمض مسافة بعيدة حتى رأى أيلاً صغيرا سميناً فقتله كان الأيل ثقيلاً ولم يتمكن من حمله إلى البيت وحده لذلك قال في نفسه سأذهب إلى البيت لأحضر أختي وستقطعه ونضعه في سلة وتحمله إلى البيت معا، ذهب إلى البيت وأخبر أخته ما اصطاده وقادها إلى المكان الذي يرقد فيه الأيل وأخذا يقطعان الأيل لكنهما نسيا أن يحضرا سلة أو كيساً معهما فقال لأخته يجب أن تصنعي سلة لكي نضع فيها اللحم لنحمله إلى البيت فقالت أخته كيف يمكنني أن أصنع سلة وأنا لا أستطيع أن أرى؟ أعطيني العين حتى أستطيع ان اصنع السلة فأعطاها الفتى العين وصنعت سلة كبيرة من الأغصان الصغيرة الخضراء.
 
وعندما انتهت من صنع السلة قال لها الفتى يجب أن أنهي تقطيع اللحم أعطيني العين فأعطته العين وبدأ يقطع اللحم ويضعه في السلة ثم قال لماذا لا نعد وجبة طعام هنا؟ إني جائع جداً فوافقت أخته وقالت إنها فكرة جيدة وقال لها حضري لنا الطعام بينما أنهي تقطيع اللحم فأشعلت الفتاة النار لكنها خشيت أن تحرق اللحم فقالت لا أستطيع أن أرى كي أطهي الطعام أعطني العين وعندما انتهى أخوها من وضع اللحم في السلة أعطاها العين فواصلت الطهي، كانت النار ضعيفة فطلبت من اخيها ان يحضر حطب جاف حتي يشعل النار  ذهب الفتي باحثا عن حطب وقطع مسافة طويلة في الغابة حتي اصطدم بجذع شجرة وسقط على الأرض ونادى أخته بغضب وقال إنك تريدين أن تحصلي على العين دائماً كيف يمكنني أن أجمع الحطب الجاف وأنا لا أستطيع أن أرى؟ أعطني العين في الحال، جرت أخته إليه وساعدته على النهوض وأعطته العين ثم عادت إلى النار وعندما وصلت شمت رائحة احتراق اللحم فصاحت إن اللحم يحترق وسيفسد عشاءنا أعطني العين في الحال لأرى إن كان اللحم قد استوى جيداً، كان الفتى يقف بعيداً عنها قليلاً وفي لحظة غضبه ألقى إليها العين وقال هيا ابحثي عنها فلن آتي وأعطيها لكي إن كنت كسولة إلى درجة أنك لا تأتين لتأخذيها، ضاعت العين ولم تجدها الأخت وندت علي أخيها وظلوا يبحثون عنها بين أوراق الشجر وبينما كانا يبحثان عنها انقض فجأة طائر نقار الخشب الذي كان يراقبهما من فوق غصن شجرة قريبة وابتلعها وطار بعيداً.

وفى هذه الاثناء جاءت المرأة الساحرة التي أعطتهما العين والتي كانت بين الأشجار ورأت طائر نقار الخشب يطير مبتعداً بالهدية التي منحتها لهم وقالت أين العين؟ فأجاب الفتى لقد سقطت من رأسي ولم أجدها في العشب وقالت الفتاة نعم لقد سقطت من رأسه ولا نستطيع أن نجدها، فقالت العجوز لقد كذبتما علي وعصيتما أوامري لذلك فإني سأعاقبكما، وبقوتها السحرية حولت الفتى إلي خلد الحقل وحولت الفتاة إلى طائر الخفاش وقالت لهما الآن عيشا دون أن تريا شيئاً ولن يوجهكما إلا إحساسكما بالصوت وفي الحال تحول الفتى والفتاة طيور وبسبب هذه القصة ظهر خلد الحقل والخفاش على الأرض.


إلى هنا تنتهي القصص
إلي اللقاء في قصص جديدة ❤️
اقرأ ايضاً..
قصص ونصائح ملهمة لقهر القلق والتوتر والخوف الزائد
12 قصة ملهمة عن النجاح بعد الفشل
أجمل 5 قصص حب و رومانسية حقيقية حدثت في القرن ال 21
10 قصص هادفة ومعبرة عن الحياة للكبار
10 قصص انجليزية مترجة عربي لتعلم اللغة الانجليزية 

 

إذا أعجبك المقال، اترك لنا تعليق

 

(النهاية)
قدمنا لك 5 قصص خيالية طويلة مكتوبة لقراءة المزيد تصفح موقع قصص و حكايات شعبية الذي يقدم أجمل القصص الطويلة و القصيرة للأطفال والكبار، ستجد في الموقع حواديت اطفال ممتعة ومفيدة ومسلية وقصص خياليه ومشوقة وجميلة طويله وقصيرة، تعتبر قراءة و سرد الحكايات للاطفال امر هام جدا لطفلك لان الطفل يستمتع بقراءة القصص بكونها مفيدة وخيالية، ويمكنك بالاستماع إلى قصص قبل النوم خيالية حيث موقعنا عبارة عن مكتبة بها قصص كثيرة مشوقة قصيرة وطويلة للاطفال وللكبار، ملحوظة لا يوجد تحميل روايات أو كتب pdf .

    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat