قصة شعبية قصيرة عن الصدق - قصة الخادم الامين
ذات مرة كان لأب ولأم ولد يدعى روبرت
وحين اصبح شاب قال لهما إنه يريد ان يغامر في العالم ويكسب قوته بنفسه، وحين غادر
المنزل نصحه والده أن يضحك مع الذين يضحكون ويبكي مع الذين يبكون وأن يكون مرحاً
مع الذين يمرحون ويحزن مع الذين يحزنون في حين نصحته والدته بأن يدخل إلى بيت الله
عندما يمر من امامه ويطلب من ربه ان يباركه، بعد مضي بعض الوقت أصبح روبرت خادماً
في قصر كبير وكان سيد القصر وسيدته مسرورين منه كثيراً فترقى من مركز إلى آخر حتى أصبح
الخادم الأكثر ثقة والأكثر كتماناً لأسرار القصر وشئونه، هذا بالطبع جعل من زملائه
الخدم يغارون منه كثيراً. ومن بين هؤلاء واحد لم يفوت فرصة إلا وتكلم بالسوء عليه
فهو نصح سيد القصر بمراقبة روبرت لأنه يضحك كلما ضحكت سيدة القصر وبيكي كلما بكت
ويفرح كلما فرحت ويحزن كلما حزنت تبين أن هذا الأمر صحيح لأنه حين راقب سيد القصر
تصرفات روبرت لاحظ ان كل هذه الأمور صحيحة وبدأ ان يشك فيه ويغضب منه وفى النهاية
قرر التخلص من خادمه الامين! فأرسل له رسالة وامره ان يذهب الى المكان الذى يجرى
فيه اعمال البناء على ملكيته ولكن أولاً ارسل رسالة إلى عمّال البناء يقول لهم إن
من يأتي أولاً يجب أن تمسكوا به وترموه في اتون النار.
فعل روبرت ما طُلب منه وانطلق في الحال ولكن في طريقه إلى هناك مر
بالقرب من كنيسة فتذّكر ما قالته له والدته ودخل ليطلب بركة الرب في تلك الأثناء
ذهب زميله الخادم الشرير الذي افترى عليه أمام سيده إلى المكان حيث يُجرى أعمال البناء
ليرى روبرت وهو يحترق في اتون النار، مر هو أيضاً بالقرب من الكنيسة نفسها لكنه لم
يدخل بل أكمل طريقه وكان أول الواصلين إلى هناك فأمسك به الرجال ورموه في الأتون،
بعدما أمضى روبرت بعض الوقت في الكنيسة أكمل طريقة ثم عاد سالماً إلى منزله دون ان
يعرف المصير المريع الذي نجا منه، ذهل سيده حين رآه عائداً وسأله ما إذا نفذ
تعليماته وذهب مباشرة إلى مكان أعمال البناء كما قيل له اعترف روبرت أنه دخل إلى
الكنيسة وهو في طريقه إلى هناك كما وعد والدته وأخبره كذلك عن كل النصائح الحكيمة
التي أعطاه إياها والداه، فهم سيد القصر أن روبرت كان بالفعل خادم أمين وصادق وأن
المفتري حصل على العقاب الذي يستحقه.
من الآن فصاعداً أصبح سيد القصر يدعو خادمه بــ روبرت الامين وازدادت
قناعته يومياً بأنه يمكنه الاعتماد عليه في كل شيء وفي يوم من الأيام أتى إلى
القصر مالك قصر مجاور وبدأ بالتكلم عن خيانة الخدم للأمانة قال إنه لا يوجد خادم
يمكن الاعتماد عليه كلياً وإنهم كلهم غشاشون غير أن مضيفه أشار إلى أن لديه خادماً
يدُعى روبرت لم يكذب كذبة واحدة طوال حياته وانه افضل خادم لديه أجابه الزائر أنه
بإمكانه أن يجعله يكذب بسهولة وهكذا راهن الاثنان على الأمر، ومن يخسر الرهان سوف يتنازل
عن قصره للآخر! أرسل سيد القصر الى روبرت وطلب منه أخذ رسالة إلى زوجة الزائر،
ارتدى روبرت افضل ثياب عنده واخذ افضل حصان في القصر وانطلق لتنفيذ مهمته وامره
سيد القصر ان يعود في مساء اليوم التالي، انطلق روبرت وهو في طريقه قابل رجل نبيل فطلب
منه ان يستريح في منزله قليلاً فرحب به الرجل واخذ حصانه الى الاصطبل وقدم له
الشراب وعندما شرب روبرت المشروب اصُيب بالدوار ووقع في الارض ولم يستيقظ الا في
صباح اليوم التالي، وعندما فاق لم يجد حصانه ولا الرسالة ووجد البيت فارغاً، فكان
روبرت حزيناً وخائفاً من رد فعل سيد القصر حين يعلم، وبعد تفكير قرر روبرت ان لا
يكذب على سيده وان يرجع الى القصر ويحكى له ما حدث، وعندما وصل الى القصر ذهب إلى
الطابق العلوي من المنزل إلى غرفة سيده ليراه فوجد الزائر هناك أيضاً حين رآه سيده
لم يرحب به كالعادة ولم يدعه روبرت الأمين وقال له بصوت خشن: أين كنت يا روبرت؟ أجابه روبرت: كان الجو حاراً وكنت مرهق فطلبت من
رجل ان أستريح في منزله قليلاً وقدم لي مشروب وبعدها لم اشعر بنفسي الى صباح اليوم
وهكذا خسرت الرسالة والحصان، حينها قال له سيده: لقد ربحت اللعبة رغم كل شيء يا روبرت
والآن ستكون مالك العقار الذي ذهبت إليه أمس لقد كسبته بصدقك وامانتك.
قال الشاعر..
ما احسن الصدق فى الدنيا لقائله
وما اقبح الكذب عند الله والناس
إلى هنا تنتهى الحكاية، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
12 قصة ملهمة عن النجاح والكفاح
قصص ونصائح ملهمة لعلاج القلق والتوتر والخوف الزائد
10 قصص رائعة ستمنحك سلام داخلي
8 قصص واقعية قصيرة عن فن الصمت والكلام
قصص ونصائح ملهمة لعلاج القلق والتوتر والخوف الزائد
10 قصص رائعة ستمنحك سلام داخلي
8 قصص واقعية قصيرة عن فن الصمت والكلام
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق