كان يا ما كان في قديم الزمان رجل
أعزب يملك أراضي واسعة ويدعى (سيمون) ولكنه كان شديد البخل لدرجة أنه لم يتزوج قط
لأنه ظن أن الزوجة ستكلفه الكثير من المال، عاش بتقشف كامل حتى إنه كان يتذمر من
الطعام القليل الذي يأكله الخدم، لم يشعر بالسعادة قط رغم أن ثروته كانت تزداد
عاماً بعد عام وكان دائم القلق لفكرة أن الكثير من المال ينفق على الاهتمام
بمزرعته حتى أتى يوم ظن فيه أن الحصول على زوجة قد لا يكلفه المال الكثير لأنها قد
تكون أفضل تدبيراً منه في عدد من الأمور ولكن فقط إذا نجح في إيجاد واحدة لا تطلب
الطعام.
وفي أحد الأيام ناقش الأمر مع أحد العمال استمع العامل له باهتمام شديد وعندما ذهب الى المنزل قال لابنته لوسى حين ترين صاحب المزرعة يمر من هنا غداً أخرجي البطة وقولي اذهبي أيتها البطة الصغيرة إلى تلك التي لا تأكل شيئاً! عندها سيسألك عن هذه الفتاة التي لا تأكل شيئاً ويجب أن تجيبي كالتالي: إنها أنا والدي رجل فقير وله الكثير من الأولاد لذلك لا يستطيع أن يعطيني أي طعام، يوجد في غرفتنا عمود خشبي به ثقوب عديدة فانا يومياً اذهب إلى تلك الثقوب وأفتح فمي واخذ جرعة او اثنتين من الهواء وهكذا أعيش
في اليوم التالي خرج سيمون ليبحث عن عروس وعندما مر من بيت العامل رأى لوسي تخرج البطة إلى المرعى فقالت لها: اذهبي أيتها البطة الصغيرة إلى الفتاة التي لا تأكل شيئاً! سمع سيمون هذه الكلمات وسألها: من هي التي لا تأكل شيئاً؟ أجابته لوسي: إنها أنا لأن والدي فقير وله الكثير من الأطفال لإطعامهم وبالتالي لا يستطيع أن يعطيني أي طعام رد عليها سيمون: كيف تعيشين إذاً؟ فقالت له: يوجد عمود خشبي في غرفتنا حيث قام والدي بإحداث بعض الثقوب القليلة فيه أذهب إلى هذه الثقوب من وقت إلى آخر وأخذ جرعة أو اثنتين من الهواء وهكذا أعيش حينها قال لها سيمون: اسمعيني أيتها الفتاة الطيبة هل ترغبين بالزواج مني وبأن تصبحي سيدة هذه المزرعة الكبيرة؟ أجابته لوسى: حسناً موافقة!
سرعان ما تزوجا وذهبت الفتاة للعيش في المزرعة الكبيرة وضع سيمون عموداً خشبياً في الردهة أحدث فيه بضعة ثقوب وأخبر لوسى أنها جاهزة للاستعمال لتأخذ جرعة أو جرعتين من الهواء حينما تشعر بالجوع، كانت لوسى تأكل بعض الخضروات والفاكهة في السر بعيداً عن اعين زوجها، وفى يوم رآها نايلز الخادم الخاص بها فترجته لوسى بان لا يخبر زوجها ، فقال لها نايلز أطمئنى انكى لم تفعلي شيء عيب او حرام انه حق من حقوقك ان تعيشي حياة كريمة فانا لم اخبر زوجك ابدا بل سأحميكى من شره
بعد مرور بعض الوقت قال سيمون للخادم نايلز لا أدري حقيقة ما إذا كانت سيدتك تأكل شيئاً أم لا ولكنها تبدو لي بحالة جيدة هيا اخبرني كيف لي أن أعرف؟ أجابه نايلز: كيف لي أن أعرف إلا فِي حال ساعدتك بالنزول إلى مدخنة المطبخ وحينها يمكن أن ترى بنفسك ما إذا كانت تأكل في المطبخ ام لا، اقتنع سيمون بفكرة نايلز ونزل إلى المدخنة وبقي هناك بين الدخان، ذهب نايلز إلى سيدته وقال لها: خذي حذرك ولا تأكلي شيئا من المطبخ فزوجك مختبئ هناك في المدخنة شكرته لوسى ثم أرسلت خادمة المطبخ لجلب بعض الخشب الرطب لوضعه على النار ليسبب الكثير من الدخان حين شعر نايلز أن سيده أمضى وقتاً طويلاً في المدخنة نزل إليه وسأله: حسناً هل تناولت السيدة أي طعام؟ أجاب سيمون: لا ولكنى ابتلعت الكثير من الدخان
بعد مرور عدة اسابيع قال سيمون لنايلز انا خائف من ان تكون زوجتي تأكل من طعام المزرعة! فهي أصبحت قوية البنية، هل يمكنك مساعدتي لاكتشاف اذا كانت تسرقني ام لا! ، فكر نايلز قليلا ثم قال له تستطيع ان تختبئ داخل مرتبة السرير وتثقب ثقباً صغيراً لترى من خلاله اذا كانت زوجتك تأكل في غرفتها ام لا، رأى سيمون أنها خطة جيدة وفعل كما نصحه نايلز، ذهب نايلز إلى سيدته وقال لها: خذي حذرك ولا تأكلي شيئاً هذه الليلة في غرفتك لأن زوجك سيختبئ داخل السرير الكبير المصنوع من الريش أجابته السيدة: شكراً جزيلاً وذهبت السيدة إلى الخدم وقالت لهم: أظن حان الوقت لتنظيف مرتبة السرير من الاتربة والغبار احمليها إلى الخارج في الهواء الطلق واضربيها بالعصا كثيراً،
نفذ الخدم امر سيدتهم واخرجوا المرتبة
تحت اشعة الشمس المشرقة وضربوها ثم أدخلوها مجدداً إلى الداخل بعد فترة صعد نايلز
إلى الغرفة وأخرج سيده من السرير وكان سيمون مليئاً بالكدمات يكاد لا يقوى على المشي أو
حتى الزحف قال له نايلز حينها: هل تناولت السيدة أي طعام؟ أجابه سيمون: لا لم تتناول
أي شيء، ذهب سيمون إلى سريره واستلقى أسبوعاً كاملاً يتألم من الوجع، واعتنت به زوجته
بحنان كبير وقالت له: جميع العمال في المزرعة يكرهوك بشدة بسبب بخلك الشديد عليهم فيجب
ان تزود راتبهم ويجب عليك ايضاً ان تذبح ثور او اثنين وتوزعه على اهل القرية حتى
يحبوك ويدعوا لك بالشفاء، ومجرد ان قالت لوسي هذا الكلام صفعها سيمون في وجهها
صفعة قوية وقال لها هذه أموالى وحقي انا فقط ولم يأكل أي شخص من المزرعة غيرى حتى
لو انتى، بكت لوسي وشعرت بالحزن الشديد بسبب اهانة زوجها لها وقررت الانتقام،
في اليوم التالي أمرت لوسي بذبح اربعة
ثيران وتوزيع اللحوم على خدم وعمال المزرعة وعلى كل سكان القرية الفقراء ايضاً،
وتركت بيت زوجها وذهبت الى بيت ابيها خوفاً من رد فعل زوجها، وعندما تعافى سيمون
ذهب ليعد حيوانات المزرعة فوجدهم ناقصين أربع ثيران، فقالوا له الخدم ان السيدة لوسي
أمرت بذبح اربع ثيران وعندما سمع سيمون هذا الكلام تسارعت دقات قلبه وفقد النطق
وسقط في الارض ميتاً، ورثت لوسي كل أمواله ومزرعته الكبيرة
وتزوجت من خادمها الأمين نايلز وعاشوا في سعادة وهناء.
قال ألكسندر بوشكين..
البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يتذوق طعم الحياة
إلى هنا تنتهى الحدوتة، إلى اللقاء في قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق