في ليلة عيد الميلاد طرق متشردان باب
مزرعة وطلبوا ان يباتون الليل هناك، رُفض طلبهما وقيل لهما إنه ليس هناك غرفة فارغة في المنزل لمتشردين مثلهما، أكملا السير حتى وصلا إلى كوخ صغير يعيش فيه رجل
فقير وزوجته، طرقا الباب وطلبا أن يمضيا الليل فرحب بهما الزوجان الفقيران في حال
رضيا بالضيافة البسيطة، شعر الغريبان بالامتنان ودخلا المنزل الصغير، همست الزوجة
في أذن زوجها أنهما يجب أن يكرموا الضيوف ليلة عيد الميلاد وأنهما يجب أن يذبحا خروفهما
الصغير ليتناولوه على العشاء، وافق الزوج وذبح الخروف الصغير وقدمه لهم في العشاء،
تناولوا الطعام جميعاً وأمضوا أمسية سعيدة وحين أتى وقت النوم، أعطى الرجل الفقير
وزوجته سريرهما إلى الغريبين أما هما فناموا على الارض
وفي صباح اليوم التالي ذهبوا جميعاً إلى الكنيسة وطلب الزوجان من الغريبين أن يمضيا معهما الميلاد فقالا لهما: لدينا الكثير من الطعام في المنزل فتعالوا معنا لنتشارك الطعام، شكرهما الغريبان ووافقا على دعوتهما الكريمة وحين كانا على وشك المغادرة شكر الغريبان الزوجين على استضافتهما وعلى لطفهما وعبرا عن أسفهما حيال عدم إعطائهما اي مال في المقابل ولكن الرجل وزوجته أخبراهما أنهما لم يسعيا إلى كسب المال حين استقبلاهما وحين كان الغريبان يودعان الزوجان تساءل أحدهما: ولكن بالمناسبة هل كان للخروف أي قرون؟
أجاب الرجل: نعم ولكنها لن تفيدنا بشيء
سأله الغريب: ما عددها؟
أجاب الرجل مستغرباً: اثنان
عندئذ قال الغريب: يمكنك أن تتمنى أمنيتين اثنتين وبإذن الله سيتم تحقيقهما لك
عندئذ قال الغريب: يمكنك أن تتمنى أمنيتين اثنتين وبإذن الله سيتم تحقيقهما لك
فقال الرجل إنه ليس لديهما أي أمنية سوى أن يحصلا على خبزهما اليومي على الأرض وأن يبلغا الجنة بعد موتهما قال له الغريب: نتضرع إلى الله كي يمنحكما ما تتمناه وفي غضون سنة سنزوركما مجدداً وهكذا غادر الغريبان، منذ ذلك اليوم تمتع الزوجان الفقيران بالازدهار حيث أنجبت البقرة الوحيدة التي لديهما عجولاً جيدة كما أنجب الخروفان لديهما ثمانية خراف قوية وقد أنجبت الخنزيرة الأنثى لديهما الكثير من صغار الخنازير فكان من الصعب عدّها ولكن قبل كل شيء ما كانا يزرعانه في حقلهما الصغير كان يتضاعف مئات المرات وبالتالي ازدهرا يوما بعد يوم واستطاعا أن يوسّعا كوخهما الصغير وجعله اكثر دفئاً وراحةٌ كانا يتطلعان بحماس لوصول عيد الميلاد المقبل حين سيزورهما الغريبان مجدداً لأنهما كانا يعرفان جيداً أنهما مدينان لهما بالفضل، ذهل الجيران كثيراً جراء الازدهار الذي حدث للزوجين الفقيرين، ولكن الأكثر انزعاجاً كانوا سكان المزرعة التي زارها الغريبان أولاً وحين علموا أن النعم التي وقعت على الزوجين الفقيرين كان سببها التمنيات الطيبة للغريبين امتلأت قلوبهم بالحسد وقالوا إن هذه النعم هي من حقهم لأنهم لو استقبلوا الغريبين في منزلهم لكانت أصبحت هذه التمنيات ملكاً لهم وحين سمعوا أن الغريبين سيعودان خلال عيد الميلاد أقنعوا الزوجين الفقيرين أن يرسلهما إلى مزرعتهم عندما يأتوا اليهم،
وفي ليلة عيد الميلاد أتى الغريبان
كما وعدا وطرقا على باب منزل الزوجين الفقيرين، رحب الزوجان بهما بحرارة وشكرهما
على كل النعم التي حلت عليهم بعد زيارتهما، سألاهما الغريبان ما إذا كان
باستطاعتهما أن يمضيا الليل مجدداً عندهما والاحتفال بالعيد برفقتهما فأجاب الرجل
أن لا شيء سيسعده أكثر من استقبالهما ولكنه وعد أصحاب المزرعة المقابلة بإرسالهما
إليهم وأضاف الرجل إن المزارع نادماً لرفضه استقبالهما العام الماضي وإنه يريد أن يعبر
عن اسفه ويكفر عن خطئه وأشار الرجل: سترفهون عن أنفسكم هناك اكثر من عندي فأجابه
الغريبان: إذا رغبت بذلك فسنذهب الليلة إلى هناك ولكن غداً صباحاً سنذهب إلى
الكنيسة معكما وهكذا ذهب الغريبان إلى المزرعة، هرع المزارع وزوجته إلى الخارج
منتظرين وصولهما وأدخلاهما إلى أفضل غرفة لديهما واعتذرا لهما لرفضهما استقبالهما
العام الماضي، وأمر المزارع بذبح ثور سمين لتقديمه لهما في العشاء وبعد العشاء
أدخل المزارع الغريبان إلى غرفة كبيرة حيث كان هناك سريران كبيران ومرتبتان من
الريش، في صباح اليوم التالي استيقظ الزائران باكراً وحين سألهما صاحبا المزرعة أن
يمضيا الميلاد معهما اعتذرا لأنهما كانا ذاهبان إلى الكنيسة مع الزوجين الفقيرين،
أمر المزارع فوراً بتحضير عربته لنقل الزائرين إلى الكنيسة لأنه لم يكن ليسمح لهما
بالسير على الأقدام، وحين كانا على وشك المغادرة، عبر أحد الغريبان عن شكرهما
للمزارع وعائلته لضيافتهما الكريمة وأضاف: مع الأسف ليس لدينا ما نقدمه لكما ولكن
بالمناسبة هل كان للثور أي قرون؟
أجاب المزارع الذي كان قد سمع من جيرانه الفقراء عن حديث الوداع الذي حدث العام الماضي: بالطبع كان له سأله الغريب: كم كان عدد قرونه؟ وإذا بالزوجة تسحب زوجها من كمه وتهمس في أذنه: قل أربعة قرون، عندها قال المزارع الثور كان لديه اربعة قرون قال الغريب لهما: يمكنكم أن تختاروا أربع أمنيات وستُمنح لكما كل منكما يحق له بأمنيتين، دخل الغريبان في العربة واصطحبا معهما إلى الكنيسة صديقيهما الفقيرين، أسرع المزارع الذي أوصلهم إلى الكنيسة بالعودة إلى البيت لكي يقرر هو وزوجته الأمنيات الأربعة
كان الرجل متحمساً جداً للذهاب إلى المنزل لدرجة انه لم يدخل حتى إلى الكنيسة بل عاد مسرعاً ونتيجة لهذه السرعة تعثر أحد الحصانين وانقطع الحبل الذى في وجه الحصان صرخ المزارع غاضباً: يا للهول ثم ذهب إلى الحصان وربطه من جديد وبعد ان صار قليلاً وقع الحصان الآخر فقال المزارع: أتمنى لو أنكما تختفيان الان وهذا ما حدث بالفعل اختفى الحصانان وبقت العربة بدون الحصانين فاضطر أن يترك العربة على الطريق ويسير على قدميه إذاً إحدى الأمنيات الأربع انتهت بكارثة ولكنه لم يهتم لأنه بقيت لديه ثلاث أمنيات أخرى كان يفكر مبتهجاً أثناء سيره أنه باستطاعته أن يتمنى الكثير من الجياد والكثير من الأشياء الأخرى.
في هذه الأثناء كانت الزوجة تتجول في المنزل منتظرة بلهفة عودة زوجها فخرجت تبحث عنه ولكنها لم تجده فقالت حينها: أتمنى لو كان موجوداً هنا! وفجأة وقف أمامها قالت: يا إلهي أضعت إحدى أمنياتي ولكن لماذا وصلت سيراً على قدميك وماذا فعلت بالعربة والحصانين؟ فأجاب: اختفى الحصانان لاننى تمنيت ان يختفوا فاختفوا في الحال، كل هذا حدث بسببك لان لم يكن ينبغي لنا أن نخبر الغريبان أن الثور كان له أربعة قرون أنتى من نصحتني بإخباره يا ليت القرنان يلتصقان برأسك الان! وفجأة ظهر قرنان في راسها واصحبت الزوجة برأس حيوان وجسم انسان!
والآن تم استخدام الثلاث أمنيات ولم يتبقى سوى أمنية واحدة وهي من حق الزوجة، فحاول الزوج إقناع زوجته قائلاً لها: يا زوجتي العزيزة! استفيدي جيداً من أمنيتك الأخيرة وتمني لنا قدراً كبيراً من المال وعندئذ ستتحسن الأمور وتعود إلى طبيعتها أجابت الزوجة: كلا شكراً هل تظن أنني سأعيش طوال حياتي مع هذين القرنين على رأسي؟ بالطبع لم تنفذ ما قاله لها زوجها وبالتالي تمنت اختفاء القرنين وهكذا خسر الزوج والزوجة الأربع امنيات بالإضافة الى الحصانين بسبب غبائهم واطماعهم.
يقول المثل الانجليزي..
من طمع بالفوز بكل شيئ خسر كل شيئ
إلى هنا تنتهى
الحكاية، إلى اللقاء في قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق