قصة عن طاعة الأب - قصة وصية الاب
في قديم الزمان
كان لأحد الرجال ابن وحيد وكان ابنه يبلغ من العمر ثمانية سنوات ولم يكن
الرجل غنياً أو يملك الكثير ليورثه لابنه لكنه اعتبر أن ثمة شيئين ينبغي أن يخبره
بهما قبل أن يموت فإذا عمل بالنصيحة سيكون سعيداً وإن لم يفعل فسيكون تعيساً أما
الشيء الأول فهو أنه بعد الزواج يجب ألا يطلع زوجته على أسراره إلا بعد أن ينجب
منها خمسة أولاد والشيء الثاني هو أن يختار أصدقاءه بحسب ألوان عيونهم. وأن يتأكد
من أن لون اعين اصدقاءه لا يميل الى البني او الاصفر، فإذا طبقت هذين الأمرين
ستعيش سعيداً طوال حياتك
توفي والده وبعد
مرور عشرة سنوات تزوج الابن، ولم ينسي مطلقاً وصيه ابيه، وبالنسبة
اصدقاءه فقد كان عنده ثلاث اصدقاء وصادف أن أحدهم كان أزرق العينين والثاني
أصفر العينين والثالث بني العينين، واحداً فقط من بين هؤلاء وافق لون عينيه شروط
الأب
أما بالنسبة
لزوجته فقد ظل متبعاً نصيحة والده بعدم البوح بأسراره رغم انه أنجب منها طفلاً
وكان سعيداً جداً به، وعندما كانت زوجته تسأله عن اسراره فكان يرفض ان يحكي لها
شيئاً، فأخبرها بوصيه ابيه وانه لن يحكي لها أي اسرار حتى انها تنجب له خمس اطفال،
كانت الزوجة تلح عليه يومياً لتعرف اسراره، فقرر الرجل بان يخضعها لاختبار ليعرف
مدى وفائها وحبها له ومدى صحة وصية ابيه
ذات ليلة وفيما
هو عائد إلى البيت في وقت متأخر توقف أمام بيت أحدهم ليساومه على ثمن خنزير مقابل
عشرين روبية وكان على الرجل ألا يخبر أحداً عن هوية مشتري الخنزير أو عن وجهته،
أخذ الابن الخنزير وذبحه وخلع سرواله ووضع الذبيحة فيه ثم حملها على ظهره وحين وصل
الى البيت نادى زوجته قائلاً: أدخليني! أدخليني بسرعة قالت الزوجة: ما الأمر؟
أجاب: لقد قتلت
رجلاً للتو فدعينا
نتخلص منه
ونضعه في البركة
فساعدته وقاما
بوضع حجارة في الكيس الذي يلف به الذبيحة وأنزلاه في الماء وكان الابن مغطى
بالدماء فدخل واستحم وألقى بثيابه المتسخة قائلاً لزوجته: إياك أن تخبري أحداً بما
حصل لأن ذلك سيكلفني حياتي إن فعلت.
وفي يوم من الأيام نشب شجار بينهما فقالت له: كيف تتجرأ على معاملتي بهذه الطريقة؟ حسناً سأريك قدر نفسك هل تتذكر الرجل الذي قتلته؟ سأخبر القاضي بذلك، وأرسلت فعلاً إلى ضابط الشرطة الذي قبض عليه وحبسه في السجن إلى أن يحين وقت قطع رأسه وهنا أرسل الرجل إلى أصدقائه الثلاثة : فأتوا واستمعوا الى قصته فقال اثنين منهما :حسناً لقد قمت بالجريمة وأخبرت زوجتك وعليك أن تتحمل العواقب لأننا لا نستطيع مساعدتك ثم رحلوا أما الصديق الثالث فبعد أن سمع قصته قال: هذا أمر مريع لا أعرف كيف باستطاعتي مساعدتك لكنني سأحاول جاهداً العمل على إنقاذك ولن اتركك وحيداً في محنتك .
فذهب إلى الحاكم وأخبره أن صديقه رجل طيب ولابد من أن ثمة أمرأً استثاره بشدة فأقدم على فعلته تلك وأغراه بأن يعطيه وزن صديقه فضة إن أطلق سراحه، وفي النهاية وافق الحاكم واعطاه وزن صديقه فضة كما وعده فاطلق القاضي سراح الرجل حينها فرح الرجلان واعتزا أشد الاعتزاز بصداقتهما فقال السجين للحاكم: هل لي أن أخبرك بحكاية قصيرة قد تكون أفضل ما سمعت به من قصص في حياتك؟ وكان أصدقاؤه الثلاثة يقفون بالقرب منه يستمعون إليه وهو يروي ما كان قد أوصاه به والده قبل وفاته وكيف قرر أن يختبر زوجته التي باعته عند أول خلاف بينهما وكيف باعه جميع أصدقائه ماعدا الصديق الذي طابق لون عينيه وصية الوالد
قال الحاكم: إنك أحد أحكم الرجال الذين صادفتهم في حياتي وأرسل رجالا لينتشلوا جثة الخنزير من بركة المياه لإثبات براءته ولاطلاع الناس على حقيقة قصته وبعد ذلك عينه الحاكم والياً في مملكته بعدها طلق زوجته وانفصل عن اصدقاءه ماعدا الصديق ذو الاعين الزرقاء وعاش الرجل سعيدا باقي حياته لأنه اتبع وصيه ابيه.
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق