قصة الخفاش الحكيم - قصص حيوانات للاطفال
في سالف الزمان حين كان الإنسان والحيوانات يخاطبون بعضهم بعضاً ويفهمون لغة بعضهم بعض وفي زاوية نائية من هذا الكون عاش ملك حكم الحيوانات والناس بسلطان مطلق وكانت الغابات العظيمة تحيط بأرضه وقصره وفي تلك الغابات كانت تعيش طيور وحيوانات متعددة وكان الكل سعيداً ما عدا زوجة الملك التي قالت إن تغريد الطيور المتنوعة في آن معاً تقلق راحتها، وذات يوم طلبت من الملك يستدعيها جميعاً ويقطع مناقيرها حتى لا تتمكن بعد ذلك من الغناء مرة اخرى!
فقال الملك: حسناً سنفعل ذلك خلال أيام قليلة، وفي تلك الأثناء كان تحت حافة سور القصر وعلى مقربة من غرفة الملك خفاش صغير وكان قد سمع وفهم كل ما قالته الملكة فقال في نفسه ما هذا الشر الكبير! وماذا بوسعي الآن أن أفعل لإنقاذ كل هذه الطيور؟ في اليوم التالي أرسل الملك من يجوبون شتى أنحاء المملكة لإخبار الطيور أن عليها من تاريخ تبليغها الاحتشاد في ظهيرة اليوم الثالث أمام قصر الملك ولتحفظ هذه الكلمات عن ظهر،
سمع الخفاش بالأمر ولأنه يعلم ما بنية الملك والملكة ففي اليوم الثالث لم يذهب إلى مكان الاحتشاد الذي كان الملك قد دعا إليه بل انتظر الى اليوم الرابع وعندما أطل الخفاش قال الملك غاضباً ماذا تعني بقدومك في اليوم الرابع وقد كنت أمرت الجميع بأن يأتوا في اليوم الثالث ؟
أجاب الخفاش: كل هذه الطيور عاطلة عن العمل ويمكنها القدوم متى استدعاها الملك أما أنا فلدي أعمال كثيرة أرعاها فمن قبلي كان والدي عاملاً وأنا أيضاً يجب أن أعمل، فمن بين مهماتي ما يحتم علي إبقاء معدل الموت على نحو لا يتجاوز حدوده للحفاظ على الجنس البشرى وعلى التساوي بين الرجال والنساء
قال الملك وقد فوجئ بالجواب: لا لم أسمع بعمل كهذا من قبل فكيف تستطيع أنت القيام بذلك؟
أجاب الخفاش: على أن أبقي النهار والليل متساويين أيضاً !
قال الملك وهو أكثر دهشة من ذي قبل: كيف تفعل كل هذا؟ لابد من أنك طائر ذكي وقوي جداً لتنجز كل هذه الأمور، فلتشرح لي المسألة إذن؟
أجاب الخفاش حسناً عندما يقصر الليل أحذف القليل من النهار وعندما يطول الليل أحذف القليل من المساء لأبقي النهار والليل متساويين على ذلك فإنه على أن أجعل معدل الموت عند الناس منخفضاً وعلى أن أجعل الأعرج والأعمى يموتان في الوقت المناسب للحفاظ على معدل الموت والحياة بنسب صحيحة وأحياناً يفوق عدد الرجال عدد النساء وبعض هؤلاء الرجال يقولون نعم لكل ما تطلب المرأة منهم من أفعال يقومون بها ويظنون أنفسهم مجبرين على تلبية طلباتها هؤلاء الرجال ما على إلا تحويلهم إلى نساء وبذلك أكون قد حافظت على تساوى عدد الجنسين.
فهم الملك جيداً ما معنى قول الخفاش لكنه لم يظهر ذلك بل كان غاضباً جداً من نفسه لأنه نفذ من دون تفكير ما طلبته الملكة منه وخشي أن يحوله الخفاش إلى امرأة، فكر الملك وقال في نفسه: إذن أنا ملك غير صالح لأني سمعت كلام امرأة وخضعت لها بسهولة لذا أنا الآن في غاية الخجل لأنني أصدرت هذا الأمر ، لن أنفذ ما طلبته زوجتي، بل سأرسل كل هذه الطيور الى بيوتها ولن أقطع مناقيرها .
استدعى الطيور إليه وقال: لم يعرفكم أحد على سن القوانين والعقوبات لكنني الآن سأولي عليكم الخفاش ملكاً وما دعوتكم من أجله اليوم هو التالي أردت أن أطلب من ملككم الخفاش ورئيس وزرائكم الهدهد أن يتعاملا معكم بحكمة بالغة ويحكما بالعدل وألا يظلما الشعب، وإذا تقدم إليهما أحد كبيراً كان أم صغيراً بدعوى قضائية فعليهما أن يقضيا بالعدل وألا يفضلا الغني على الفقير والآن بإمكانكم جميعاً العودة الى بيوتكم
لكن الملك ظل في قرارة نفسه غاضباً من الخفاش لأنه لم يطع أمره وأتى إليه في اليوم الرابع بدلاً من اليوم الثالث فصفعه صفعة خفيفة لعصيانه الأمر ليعلمه أن الحاكم يجب أن يطاع فوراً وبعدها أطلق سراحه.
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
قصة سندريلا كاملة مكتوبة
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق