قصة عن مكر الضبع - قصة الضبع الخبيث والارنب الساذج
امتلك نمر مزرعة وكانت مليئة بالأعشاب البرية وأراد النمر عاملاً ينظف له الارض فاستدعى جميع الحيوانات وقال لهم أحتاج إلى عامل جيد على الفور لينظف مزرعتي من الأعشاب البرية، وسأقدّم ثوراً لمن سيقوم بالمهمة منكم
كان القرد أول من تقدم للوظيفة، جربه النمر لفترة ولكنه لم يكن عاملاً جيداً على الإطلاق، لم يعمل بشكل منتظّم بما فيه الكفاية لإنهاء أي شيء فأعفاه النمر سريعاً من منصبه ولم يدفع له، ثم عين النمر جدي في المزرعة، وعمل الجدي بإخلاص تام لكنه لم يمتلك الفطنة لإنهاء العمل بشكل جيد، فأعفاه النمر من عمله ولم يدفع له
وبعد ذلك تقدم الأرنب للوظيفة فضحك النمر قائلاً له : عجباً أيها الأرنب أنت صغير جداً للقيام بالعمل الذي أخفق القرد والجدي في إنجازه ، وبالطبع حيوان صغير مثلك سيخفق أيضاً ، ولكن لم يتقدم أي حيوان آخر بطلب الوظيفة لذا استدعى النمر الأرنب وأخبره أنه سيجربه لفترة قصيرة
عمل الأرنب بإخلاص وإتقان وبسرعة نظف بقعة كبيرة من الأرض ، وفي اليوم التالي عمل بالوتيرة نفسها، فكر النمر أنه كان محظوظاً جداً باستئجار الأرنب الذي بدأ عارفاً تماماً كيف يقوم بالعمل من دون توجيهات، لذا قرر النمر الذهاب في رحلة صيد ، وترك ابنه ليشرف على عمل الأرنب، بعد أن مضى النمر قال الأرنب لابن النمر: يمتاز الثور الذي سيعطيني إياه والدك ببقعة بيضاء على أذنه اليسرى وأخرى على الجانب الآخر أليس كذلك؟
أجاب ابن النمر: لا انه أحمر بالكامل ما عدا بقعة صغيرة على أذنه اليمنى، عمل الأرنب مدة أطول ثم قال الثور الذي سيعطيني إياه والدك محفوظ قرب النهر أليس كذلك؟ فرد ابن النمر : ( نعم (
وضع الأرنب خطة ليذهب ويأخذ الثور من دون أن ينتظر إنهاء عمله ، وما إن قام بالذهاب حتى راه النمر عائداً وقد لاحظ النمر بان الارنب لم يعمل بالجودة نفسها أثناء غيابه بعدها بقي وراقب الأرنب حتى نظف المزرعة بالكامل ثم أعطاه الثور كما وعد، قال للأرنب: يجب أن تقتل هذا الثور في مكان لا يوجد فيه ذباب أو بعوض
مضى الأرنب مع الثور بعد أن قطع مسافة ، فكر بقتله لكنه سمع ديكاً من بعيد وعرف أنه ثمة بالتأكيد مزرعة قريبة سيكون هناك ذباب بالطبع ظلوا يمشون حتي وصلوا إلى مكان عالي يهب فيه نسيم قوي ، قال لنفسه: لا بعوض هنا والمكان بعيد جداً عن أي مكان مأهول فلاوجود للذباب أيضاً فقرر قتل الثور هناك وبينما يتهيأ لأكل الثور جاء الضبع وقال له: أيها الأرنب لقد كنت صديقاً عزيزاً جداً لي والآن أنا جائع جداً لدرجة أن كل ضلوعي تظهر كما ترى بنفسك ألن تكون أرنباً طيباً لطيفاً وتعطيني قطعة من ثورك؟
أعطى الأرنب قطعة من الثور للضبع التهمها في غمضة عين ثم انحنى إلى الوراء وقال: أهذا كل ما ستعطيني إياه لأكله؟ بدا الضبع كبيراً جداً ومتوحشاً فلم يتجرأ الأرنب أن يرفض إعطاءه المزيد من الثور أكل الضبع وأكل حتى التهم الثور كله وحصل الأرنب على لقمة صغيرة منه وكان غاضباً جداً من الضبع
بعد أيام قليلة ذهب الأرنب إلى مكان غير بعيد عن بيت الضبع وبدأ بقطع عصي من الخشب وسرعان ما أتى الضبع وسأله عما يفعله فقال الأرنب: هذا غريب جداً صدر الأمر أنه على كل حيوان أن يبني سياجاً حوله ليتحصن وجميع الحيوانات تقوم بذلك
ذعر الضبع أشد الذعر: يا إلاهي! ماذا أفعل لا أعرف كيف أبني سياجاً لم أفعل ذلك من قبل أيها الأرنب الطيب! أيها الأرنب اللطيف! أنت صديق حميم لي ألا تستطيع أن تقدم لصداقتنا هذه الخدمة الجليلة وتبني لي سياجاً قبل أن تبني واحداً لنفسك؟
أجاب الأرنب أنه لا يستطيع المخاطرة بحياته ببناء سياج الضبع أولاً لكنه وافق في النهاية على ذلك ، اقتطع الأرنب أعداداً كبيرة من العيدان الطويلة الحادة وثبتها بإحكام حول الضبع حتى أصبح الضبع مسجوناً بقضبان قوية ، ثم غادر الارنب وترك الضبع، انتظر الضبع أن يحصل شيء يبرهن له عن الحاجة إلى تلك التحصينات ولم يحدث أي شيء إطلاقاً
جاع الضبع كثيراً وعطش ، وبعد فترة مر القرد نادى الضبع : أيها القرد هل انتهى الخطر؟ لم يعرف القرد أي خطر يتحدث الضبع عنه لكنه أجاب: نعم عندها قال الضبع: أيها القرد أيها القرد الطيب الكريم ألا تشفق علي رجاءً وتساعدني على الخروج من هنا؟
أجاب القرد: دع ذاك الذي أدخلك يساعدك على الخروج ومضى في طريقه.
ظهر الجدي فنادى عليه الضبع: أيها الجدي هل انتهى الخطر؟ لم يعرف الجدي أي شيء عن الخطر الذي يتحدث عنه الضبع لكنه أجاب: نعم لقد انتهى عندها قال الضبع: أيها الجدي الكريم أرجوك كن عطوفاً وساعدني على الخروج من هنا
أجاب الجدي متابعاً طريقه: دع ذاك الذي أدخلك يساعدك على الخروج
يأس الضبع وحاول الخروج بنفسه فقفز بكل قوته إلى أعلى السياج ولكنه لم يستطع اختراقه، قفز بكل جبروته في الجانب الأمامي منه ولكنه لم يستطع اختراقه، بعد ذلك مر الارنب من بيت الضبع فقال الضبع له: ارجوك ايها الارنب العطوف الحنون! اخرجني من هنا
فقال الارنب: لم اخرجك ابداً ايها الضبع الأناني فانت اكلت الثور الخاص بي وسوف اتركك تموت جوعاً عقاباً لك، فرد الضبع: انا اسف على ما فعلت، فانا لم اقصد ذلك، ولكني اعدك ان اخرجتني بأنني سوف اصطاد لك خروف واجعلك تأكله وحدك،
فرفض الارنب وقال له: لن اخرجك مطلقاً،
فقال الضبع: ارجوك لم اكل واشرب منذ يومين، بكي الضبع بالدموع حتى صعب على الارنب فقرر الارنب اخراجه من السياج وعندما فتح له، انقض عليه الضبع وافترسه واكله ولم يترك منه أي شيء ، وعندما سمع ملك الغابة هذه القصة صعب عليه الارنب فأرسل قطيع من الاسود ليقتلون الضبع وحذر الاسد جميع حيوانات الغابة من هذا الحيوان الخبيث.
إلى هنا تنتهى الحدوتة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق