قصة خيالية للاطفال - قصة الولد الشرير
حدث ذات مرة في إحدى القرى أن عاش رجل وزوجته ولم يكن لهما أطفال إلا أن المرأة أنجبت ولداً في أحد الأيام بينما كان الزوج في رحلة صيد وأصبحت في مأزق كبير في غياب زوجها لأنها لم تكن قادرة على إبلاغه بولادة الطفل وفي تلك البلدة جرت العادة على أن يسمي الأب الطفل حين يبلغ من العمر أسبوعاً واحداً ولما اقترب موعد تسمية الطفل تساءلت المرأة عن الاسم الذي ستمنحه للطفل إن لم يعد زوجها في الوقت المناسب فاندهشت حين سمعت الطفل يجيب بنفسه: خافا! اسمي خافا! أصابها ذهول شديد لسماعها الطفل يتكلم وعمره سبعة أيام فقط وفى اليوم التالي كان في انتظارها مفاجأة أكبر إذ كانت تتذمر من غياب زوجها الذي يفترض به أن يذهب إلى المزرعة ويحضر الطعام لها فقال الطفل: سأذهب أنا إلى المزرعة وهكذا فعل
وذات يوم وقد أصبح عمر الطفل أسابيع قليلة كان على أمه أن تنجز الكثير من الأعمال فوضعته في السرير ومضت كي تقوم بعملها وخلال دقائق قليلة تجمع حولها عدد من الأولاد الغاضبين بشدة وهم يصيحون: إن ابنك يضربنا ويسئ معاملتنا في الشارع فصرخت المرأة: ابني! كيف؟ إن ابني ليس إلا رضيعاً صغيراً وهو الآن نائم في سريري ولكي تثبت لهم دخلت إلى المنزل كي تريهم الرضيع ولا يمكن ان تتصور مدي دهشتها حين لم تجده في أي مكان من المنزل! فاضطرت للاعتذار من الأولاد ورجتهم أن يسامحوا الطفل وبعد ذلك بقليل دخل خافا المنزل ووضع نفسه في السرير.
وفى يوم ذهب خافا الى المزرعة واعتدي على الفلاحين والبقر والجواميس ايضاً دون سبب وواصل الطفل الشرير القيام بهذه الحيل المزعجة حتى جاء وقت لم تقدر أمه على احتمال المزيد لذا طردته من المنزل ومنعته من الدخول حين ان يأتي والده فذهب خافا مسروراً الى الغابة، وبعد أن قطع أميالاً قليلة دخل إلى مبنى يسكنه ماعز وذئب ونمر وأسد وفيل يعيشون معا بسعادة كبيرة كانت جميع هذه الحيوانات تجلس في حلقة حول النار حين اقترب منها وبعد أن تبادلوا عدداً من الأحاديث المهذبة توسل إلى الحيوانات بأن تسمح له بالبقاء وبأن يكون خادماً لها لأنه لا أم له ولا اب ، وافقت الحيوانات على ذلك بعد نقاش قصير وهي تعتقد أنه سيقدم لهم العون في أشياء كثيرة فأعطته مقعداً وبعض الطعام الذي استمتع بأكله كثيراً
اعتادت هذه الحيوانات الخمسة على التناوب فيما بينها للذهاب إلى مزرعتها الخاصة والتي تبعد أميالاً قليلة لإحضار الطعام اللازم ليومها كاملاً وكان دور الماعز في ذلك اليوم فطلب من خافا أن يرافقه ليحمل المؤن معه فوافق الطفل ، لذا اعطي الماعز السلة للولد الصغير الذي مشى بوداعة خلف الماعز وعندما وصلوا الى المزرعة وضع خافا السلة على الأرض وراح يلهو ويلعب وعندما كان الماعز يناديه لم يرد عليه
انزعج الماعز كثيراً لدرجة أنه ذهب إلى خافا ولكمه على أذنيه إلا أنه ذهل بشدة حين رد عليه الولد بضربة قوية أوقعته أرضاً استمر خافا بضربه حتى صرخ طالبا الرحمة لكنه لن يوقف ضرباته حتى يحصل منه على وعد بأن يكمل العمل ويحمل الطعام للبيت وألا يخبر أحداً ما حدث عندما تعهد الماعز بذلك تركه الولد وشأنه وخلال هذا الوقت تورم وجه الحيوان المسكين وظهرت فيه الكدمات ، وحين حان وقت العودة للمنزل حمل الماعز المسكين المؤن ووضعه على رأسه ثم انطلقا في طريقهما ،عندما أصبح بالإمكان رؤية الكوخ أخذ خافا السلة من الماعز وحملها بنفسه إلى داخل الكوخ
تفاجأت الحيوانات جميعها حين رأت وجه الماعز فسألته عما حدث أجاب الماعز المسكين لسوء حظي اصطدمت بخلية نحل فلسعني بينما كنت أعمل، وفي اليوم التالي حان دور الذئب للذهاب إلى المزرعة فعاد هو الآخر متورماً تغطيه الكدمات أكثر مما حصل للماعز وبرر لهم ذلك بقوله انه تشاجر مع ثور كبير ، والحقيقة هي ان الطفل هو الذي قام بضربه كما فعل مع الماعز ، دار بعد ذلك حوار بين الماعز والذئب حول
الأمر وتعجبا كثيراً من قوة الولد الصغير
استمرت الحيوانات بالتناوب على الذهاب إلى المزرعة وكان من يذهب يعود بالصورة نفسها التي عاد بها أصدقائه من قبل وفي النهاية حين تعرضت كل الحيوانات للموقف نفسه اجتمعت لمناقشة طريقة ليتخلصوا من الطفل ، قررت الحيوانات أن تغادر صباح اليوم التالي تاركة البيت ملكاً للولد فأعدت الحيوانات سلة كبيرة من الطعام ولسوء الحظ فقد سمع خافا حديثهما وقرر الذهاب معهم وبهدوء أحضر ورقة شجر كبيرة ولفها حوله ثم مدد نفسه في سلة الطعام ولم تأخذ الحيوانات بالها لأنه كان صغير الحجم
استيقظت الحيوانات عند الفجر بهدوء شديد وأعطت السلة للماعز كي يحملها كونه الأصغر سناً وبدأت الرحلة وهي تشعر بالفرح لتخلصها من الولد المزعج من دون أن تفكر لحظة واحدة أنها تحمله معها، عندما اجتازت الحيوانات مسافة معقولة شعر الماعز بالحر والتعب الشديدين فجلس ليستريح قليلاً ولما ابتعد الآخرون عن ناظريه فتح السلة ليتناول بعض الطعام خلسة من دون معرفة أصدقائه إلا أن ضربه خافا بلكمة قوية على وجههْ ثم سمع الكلمات التالية أغلق السلة الآن ولا تقل للآخرين، أطاع الماعز أمره وأسرع للّحاق بالآخرين خوفاً من هذا الولد الفظيع
وعندما اقترب منهم نادى قائلا: يا ذئب يا ذئب لقد حان دورك الآن لتحمل السلة فأنا متعب جداً وهكذا انتقل الحمل على الفور إلى الذئب، وقبل أن تبتعد الحيوانات كثيراً بدأ الذئب بالتفكير بكل الأشياء اللذيذة التي في السلة فقال هو الآخر إنه سوف يأخذ استراحة قصيرة في الظل ولما اختفى الجميع عن ناظريه فتح السلة بسرعة فتلقى تحية من خافا بالطريقة نفسها التي تلقاها الماعز فأسرع وأغلق السلة ولحق بالآخرين ويهذه الطريقة تلقى كل واحد من الحيوانات نصيبه من حمل السلة وتلقوا ايضاً نصيبهم من الضرب !
وأخيراً جاء دور الفيل وحين انضم للمجموعة وطلب مساعدة أحدهم ليرتاح قليلاً من حمل السلة صاح الجميع معا إن كنت لا تريد حملها فارمها بعيداً ففعل ذلك ثم قطعت الحيوانات بسرعة أميالاً عديدة ولم تتوقف حتى وصلت إلى شجرة ضخمة وهناك جلست لتستظل وترتاح ، لكن خافا كان قد وصل إلى هناك قبل الجميع إذ كان قد قفز من السلة بهدوء واتخذ طريقاً مختصراً عبر البلدة فوصل إلى الشجرة قبل الحيوانات ببعض الوقت وقد خمّن أنها على الأغلب ستتوقف هناك لذا تسلق الشجرة وأختبأ بين أغصانها بينما جلست الحيوانات على الأرض
وهناك تناقشت حول أمر خافا وكل المشكلات التي تسبب بها لهم ولامت الحيوانات الماعز لأنه هو الذي أقنعها باتخاذ الولد خادماً كان الماعز وقتها قد رحب بالفكرة تلك كونه أصغر الرفاق سنا وكان عليه القيام بالكثير من الأعمال المنزلية فأنكر الماعز بغضب أن يكون سبباً في كل متاعبهم وقال: إن كنت أنا الملام فعلاً على قبول خافا فليظهر الآن أمامنا!
وعلى الفور قفز خافا من فوق الشجرة ووقف في مواجهة الحيوانات التي فزعت لرؤيته وتفرقت في كل الاتجاهات هرب الذئب إلى الأشجار والنمر إلى قلب الغابة والفيل إلى غانا والأسد إلى الصحراء وأما الماعز فقد اتجه حيث يعيش الناس ولهذا السبب نجد تلك الحيوانات تستوطن الآن مناطق مختلفة بدلاً من أن تعيش كلها معاً كما فعلت من قبل.
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
10 قصص انجليزية قصيرة للاطفال مترجمة لتعليم اللغة الانجليزية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق