قصة جميلة عن الوفاء للاطفال - قصة الدب والام
كانت هناك امرأة عجوزة تعيش في قرية فقيرة كان بيتها قرب الشاطئ وكان من يعيش في المنازل المجاورة لها يخرجون للصيد ويعطونها اللحم والاكل، وكلما خرجوا للصيد كانوا يصطادون دباً لأنهم غالباً ما يتناولون لحم الدب وذات مرة عادوا بدب صغير، وكان الدب مقيد بربطة قوية وكان خائفاً جداً من الصيادون الذين كانوا يريدون ذبحه وكان الدب يبكي ويرتعش من الخوف، وعندما رأته المرأة العجوز صعب عليها الدب فطلبت من الصيادين عدم ذبحه وانها سوف تأخذه لتربيه وترجتهم العجوزة بحجة انه لا يوجد احد فى البيت يحميها ويخدمها، فوافق الصيادين واعطوها الدب .
أحضرت العجوزة الدب الصغير الى منزلها، وزادت من وهج المصباح ثم قامت بتدفئة الدب الذي كان متجمداً من البرد الشديد ثم قامت بقلي بعض الدهن لأنها سمعت أن الدببة تعيش على دهن الحوت وهكذا أخذت تطعمه منذ اللحظة وكانت الام تهتم به جداً، وفى الليل كان ينام بجانبها، بدأ الدب يكبر بصورة أسرع، وبدأت الام تكلمه بلسان البشر فاكتسب عقل الإنسان وعندما كان يريد أن يطلب الطعام من أمه بالتبني كان يصدر صوتاً يشبه صوت الشخير ، لم تعد العجوز تجد صعوبة في فهم ما يريد قوله واعتاد الذين يعيشون قربها على إحضار الطعام للدب ، وكان الأطفال يأتون أحياناً للعب معه ، لكن العجوز كانت تقول له : تذكر أيها الدب الصغير أن تغمد مخالبك وأنت تلعب معهم ، وفي الصباح يأتي الأطفال إلى النافذة وينادون : اخرج أيها الدب الصغير والعب معنا ، وحين كانوا يخرجون للعب معه كان يكسر العاب الاطفال وعندما كان يريد دفع أي طفل كان يغمد مخالبه، ثم كبر أخيراً وصار قوياً حتى إنه كان يجعل الأطفال دائماً يبكون بسببه وعندما أصبح اكثر قوة بدأ كبار الناس يلعبون معه كانت تلك طريقتهم في مساعدة العجوز لجعل الدب أقوى، وبعد مدة لم يعد حتى الكبار يجرؤون على اللعب معه فقد بدت قوته هائلة
ذات يوم قال أحدهم للآخر: دعونا نأخذه معنا حين نذهب للصيد، فقد يساعدنا في العثور على الفقمة ذات يوم عند الفجر جاءوا إلى نافذة العجوز وصاحوا : أيها الدب الصغير تعال لتنال نصيباً من صيدنا، اخرج لتصطاد معنا يا دبنا ،لكن قبل أن يخرج الدب شم المرأة العجوز، ثم خرج مع الرجال وبعد عودتهم من رحلة نادوا على العجوز قائلين: كاد صيادين الشمال ان يقتلوه وبالكاد تمكنا من حمايته، فعليك أن تمنحيه علامة تميزه، ضعي حول رقبته طوقاً عريضاً مكتوب فيه اسمك وعنوانك ليعلم الصيادون ان هذا الدب ملكك وليس ملك الطبيعة، وهكذا صنعت العجوز طوق اسود ولفته حول رقبة الدب، لم يفشل الدب ابداً في صيد الفقمة، وكان أقوى من أقوى الصيادين واشتهر الدب فى هذه القرية والقرى الجانبية بمهارته فى صيد الفقمات .
سمع بعض سكان قرية اخرى فى الشمال بأن هناك دباً لا يُصاب، فقال أحدهم : لو تصادف ورأيته فسأقتله لكن الآخرين قالوا: لا يجب أن تفعل ذلك فالدب له أم تبنيته وسوف تحزن و تمرض اذا اصابه أي اذي، ذات يوم وفي أثناء عودة الدب كالمعتاد من الصيد قالت أمه : حين تقابل الرجال تعامل معهم كأنك واحد منهم لا تحاول أن تؤذي أياً منهم مالم يهاجمك احد، سمع الدب كلمات أمه ونفذ جميع ما قالته له
وظلت الام تحتفظ بالدب معها وفي الصيف كان يخرج للصيد في البحر وفي الشتاء كان يصطاد على الجليد ، وفى مرة ابتعد الدب للصيد وسط عاصفة كالمعتاد، ولم يعد للبيت حتى حلول المساء ، ولدى وصوله شم أمه بالتبني ثم جلس على المقعد، وكان الدب به دماء بشرية ! فخرجت العجوز من المنزل فوجدت في الخارج جثة رجل ميت كان الدب قد جرّه إلى البيت، ومن دون أن تدخل ثانية مضت العجوز مسرعة إلى أقرب منزل وصاحت من النافذة هل من أحد في البيت؟
فجاءها الرد لماذا ؟ قالت العجوز: لقد عاد الدب الصغير إلى المنزل مع رجل ميت لا أعرفه، وحين خرج كل سكان القرية وجدوا انه رجل من سكان القري الشمالية وليس من قريتهم ومن الواضح ان هذا الرجل حاول ان يهاجم الدب فاضطر الدب على قتله دفاعاً عن نفسه، فقرر سكان القرية قتل الدب خوفا من ان يقتل احد من سكان قريتهم، فتوسلت إليهم الام قائلة لهم ان الدب لا يؤذي أي احداً إلا إذا حاول احدهما ان يؤذيه قال لها سكان القرية : حسناً ولكن عليكي ان تبقيه فى المنزل لمدة شهر دون ان يخرج ، فوافقت المرأة ، ولكن سكان القرية كانوا بالفعل ينوون قتله فى الليل، وشعرت المرأة بانهم يدبرون مكيدة للدب
وفى اليوم التالى قالت الأم للدب : من الأفضل لك ألا تبقى معي هنا دائماً، فيجب عليك أن ترحل عني وتذهب الى الغابة وتعيش مع الدببة، بكت الام وهي تقول هذا ولكن لا يوجد خيارين إما ان يذهب، إما ان يقتُل حين استعد الدب للرحيل شم أمه ثم غادر، لكنها انخرطت في البكاء طيلة ذلك اليوم
انتقل الدب وعاش فى الغابة، وعاشت الام وحيدة لا احد يسال عنها ولا تسال على احد، وكانت الام لا تأكل إلا وجبة واحدة يومياً واحياناً لا تأكل طوال اليوم فالدب الذي كان يصطاد لها الحيوانات والطيور غادر! وظلت هى وحيدة تنتظر أي من الجيران يعطف عليها ويعطيها أي طعام تأكله، شعر الدب بحزن وجوع امه فزارها سراً فى الليل ومعه بطة اصطادها من الغابة لتأكلها وعندما رأته الام فرحت جداً وحضنته فشم الدب امه واعطاها البطة ثم غادر الى الغابة مرة اخرى وظل الدب يزور امه يومياً فى الليل ومعه طعاماً لها 🐻
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق